السبت، أكتوبر 12، 2013

الفرق بين جلد الذات ونقد الذات !!!!

جلـد الـذات :

شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم و الإحباطات بسبب مناخ الهزيمة
عندما يخيم على الأجواء بحيث تتوارى النجاحات
( و التي غالبا ما تكون قليلة أو باهتة ) و يتصدر الفشل واجهة الصدارة .
والشعور السلبي المتمثل في جلد الذات ينبع من رغبة دفينة بالتغلب على الفشل
و لكن ليس عن طريق مواجهته و إنما بالهروب منه
 ( أو ما يعرف بالهروب إلى الداخل حيث ينزوي الإنسان و يتقوقع داخل هذا الحيز الضيق من الشعور بالعجز و الفشل ) و ذلك لعجز الفرد ( أو الأمة )
عن إدراك مواطن قوته و مواطن ضعفه و أيضاً مواطن قوة و ضعف أعدائه
( أو تحدياته ) و يسرف بدلا ًمن ذلك في تهميش كل قوة له و يعطى لعدوه
 ( أو تحدياته قوة أكثر بكثير مما هي عليه في الحقيقة ) .
و كما ترون فجلد الذات هو حيلة العجز و مطية الفشل و مهرب الجبن .
و دائماً ما تكون هناك حجج لتبرير الشعور بالعجز ذات أسماء براقة للتمويه و خداع النفس ( أو خداع الآخرين) مثل الواقعية أو مسايرة الأحداث أو الرضا بالأمر الواقع .
فإذا كان الضعف و الهزيمة النفسية و المعنوية ( و ربما الحسية ) هما الدافعان لجلد الذات .. فما غاية و منتهى جلد الذات ؟
الغاية و المنتهى هما التقوقع و الانحسار داخل بوتقة الانهزام مروراً بفقدان الأمل وصولاً إلى فقدان الرؤية و الطموح وانتهاءً بالتلذذ باجترار مرارة الألم حتى إدمانها .
----------------------------------------------------------------------------

* نقـد الـذات :

شعور إيجابي ناضج يتلمس معرفة مواطن القوة و مواطن الضعف بصدق
وموضوعية ، أي أنه يقيسها و يقيمها و لا يهمشها أو يتخيلها .
 ونقد الذات ليست له أوقات محددة و لكن له عقليات محددة تجيد قراءة نفسها
ومحيطها و بالتالي لا تخشى مواجهة الأعداء أو التحديات و إنما تأخذ بأسباب النجاح والوصول إلى الهدف عن طريق التخطيط الجيد و الاستفادة من أخطاء الماضي .
ونقد الذات ليس " هروباً " إلى الأمام كما قد توحي المقارنة مع جلد الذات حيث أن الهروب إلى الأمام يتضمن بعض الشجاعة و لكنه هروب اليائس من النصر فيفر للأمام لعله يجد حتفه فيرتاح أو لعله لم يجد مهرباً إلى الخلف ففر للأمام
ونقد الذات يسد الطريق على الهزيمة النفسية التي تأتي من الاستسلام لنوازع و دواعي الفشل و يزرع في النفس ( و في الأمة ) بذور المقاومة و الوعي و يمدها بالمناعة و التحصينات اللازمة لمقاومة أعدائها و مجابهة تحدياتها .
ونقد الذات لا يحتاج إلى حجج أو مبررات أو تسميات و إنما يستمد قوته من إحساس داخلي عميق بالقوة و بالقدرة على المواجهة نما من يقين و إيمان تام بأن أسباب القوة والمواجهة المظفرة كامنة في النفس تحتاج فقط لمجرد استنفار وليس
إيجاد من عدم .
و الشعور الإيجابي المتمثل في نقد الذات ينبع من إيمان صادق
و مبدأ ثابت و رغبة حقيقية في النجاح مما يعطيه الدفعة و القوة و " الثقة " للوصول إلى الهدف ، و الهدف هنا هو القناعة الذاتية و التثبت الداخلي
من توفر إمكانية النصر و بالتحديات وهى الركن الركين و أهم أسباب القوة
 فعندما يعرف عدوك أنك لا شك منتصر فمن البديهي أن يوقن أنه لا شك منهزم .
--------------------------------
من لم يكن بحوزته إلا المطرقة
فسيتعامل مع كل شيء على إنه مسمار !